Sunday, November 10, 2013


الفصل بين الدين و السياسة : المفروض أو المرفوض ؟


إن الإسلام الحق – كما شرع الله تعالى – لا يمكن أن يكون إلا سياسيا ، و إذا جردت الإسلام من السياسة ، فقد جعلته دينا أخر يمكن أن يكون بوذية أو نصرانية أو غير ذلك . و هذه من مقولات شهيرة لفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي.
و من أروع ما  في الدنيا أيها المشاهدون الكرام أن رأيا لا يقوم منعزلا منفردا دون رأي أو قولا دون قول . فمن المقولات المضادة للرأي الأول و التي قرعت اسماعنا هي : لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين.
انطلاقا من هذه النقطة ، نسعى من خلال هذا الحوار المتواضع إلى إبراز إشكاليات غلاقة الدين بالسياسة في ساحتنا العلمية . هل العلاقة بينهما علاقة الترادف أو التناقض ؟ أم هي علاقة التعاون أو التناكر ؟ أو هي علاقة التقارب أو التباعد ؟ أو بتعبير أخر " الفصل بين الدين و السياسة : المفروض أم المرفوض "
1)    أليس الدين و الإسلام تحديدا ، قد أعلن نفسه أنه يحمل شمول التعاليم ، و لم يدع جانبا من جوانب الحياة إلا و تعهده بالتشريع و التوجيه ، و السياسة جانب صغير من هذه الحياة ؟
2)    و من فكرة الشمول ، الإسلام يرفض تجزئة أحكامه ، كم أن الحياة واحدة لا تتجزأ و لا تتقسم .
3)    أليس تجريد السياسة من الدين يعني تجريدها  من بواعث الخير ، و روادع الشر ، و تجريدها من عوامل البر و التقوى ، و تركها لدواعي الإثم و العدوان ؟ 
4)    أليس ربط السياسة بالدين يعطي الدولة قدرة على تجنيد الطاقة الإيمانية ؟
5)    ألا يكفينا دليلا تاريخيا ، حينما استطاع المسلمون في عصرهم الذهبية فتح العديد من الدول و الإنتصار على الإمبراطوريات الكبرى ، حين ارتبطت سياستهم بالدين ؟
6)    ألا يكفينا قول الله عز و جل (( أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) ؟
لكن في المقابل
1)    كلمة " السياسة " لم ترد في القرأن قط
2)    أليس من المشهور أن في السياسة الخداع و الكذب و النفاق ، و الإسلام بعيد كل البعد عن هذه الصفات المذمومة
3)    أليس من الإشكال ادخال السياسة الإسلامية في المجتمعات التعديدية التي تحتوي على أديان متعددة ؟
4)    أليس الدين عموما ركز أكثر في الجوانب الروحية ، و السياسة تعطل الجوانب الروحية لما فيها من كذب و نفاق و فتنة ؟
5)    ألا يكفينا المشهد الواقعي عن فشل الإسلاميين في ممارسة السياسة ؟
6)    اليست السياسة من الأمور الدنياوية ، و الرسول – صلى الله عليه و سلم – قال عنها (( أنتم أعلم بأمور دنياكم ))
***
و كماهو معروف ، أن العلاقة بين الدين و السياسة علاقة قديمة ، عرفتها المجتمهات الإنسانية في جميع مراحل تطورها . و الناس على قسمين ، قسم يرى ضرورة الفصل بين الدين و السياسة ، و الأخر على عكس ذلك . و كل واحد منهما يحاول مناصرة مذهبه و رفع رايته . فأي راية أيها المشاهدون ترضى و أي راية تختار ، و أنا اخوكم محي الدين صالح الدين إلى اللقاء ...
الملاحظة : هذا بعض الأمثلة في برنامج الحوار
* مقدمة لرئيس الجلسة في برنمج الحوار لمركز كواكب الفصحاب تاريخ 11 أكتوبر 2013 م بالقاهرة

No comments:

Post a Comment