الفصل بين الدين و السياسة : المفروض أو المرفوض ؟
إن الإسلام الحق –
كما شرع الله تعالى – لا يمكن أن يكون إلا سياسيا ، و إذا جردت الإسلام من السياسة
، فقد جعلته دينا أخر يمكن أن يكون بوذية أو نصرانية أو غير ذلك . و هذه من مقولات
شهيرة لفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي.
و من أروع ما في الدنيا أيها المشاهدون الكرام أن رأيا لا
يقوم منعزلا منفردا دون رأي أو قولا دون قول . فمن المقولات المضادة للرأي الأول و
التي قرعت اسماعنا هي : لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين.
انطلاقا من هذه
النقطة ، نسعى من خلال هذا الحوار المتواضع إلى إبراز إشكاليات غلاقة الدين
بالسياسة في ساحتنا العلمية . هل العلاقة بينهما علاقة الترادف أو التناقض ؟ أم هي
علاقة التعاون أو التناكر ؟ أو هي علاقة التقارب أو التباعد ؟ أو بتعبير أخر
" الفصل بين الدين و السياسة : المفروض أم المرفوض "
1) أليس الدين و الإسلام تحديدا ، قد أعلن نفسه أنه يحمل شمول التعاليم ، و لم
يدع جانبا من جوانب الحياة إلا و تعهده بالتشريع و التوجيه ، و السياسة جانب صغير
من هذه الحياة ؟
2) و من فكرة الشمول ، الإسلام يرفض تجزئة أحكامه ، كم أن الحياة واحدة لا تتجزأ
و لا تتقسم .
3) أليس تجريد السياسة من الدين يعني تجريدها
من بواعث الخير ، و روادع الشر ، و تجريدها من عوامل البر و التقوى ، و
تركها لدواعي الإثم و العدوان ؟
4) أليس ربط السياسة بالدين يعطي الدولة قدرة على تجنيد الطاقة الإيمانية ؟
5) ألا يكفينا دليلا تاريخيا ، حينما استطاع المسلمون في عصرهم الذهبية فتح
العديد من الدول و الإنتصار على الإمبراطوريات الكبرى ، حين ارتبطت سياستهم بالدين
؟
6) ألا يكفينا قول الله عز و جل (( أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما
لقوم يوقنون )) ؟
لكن في المقابل
1) كلمة " السياسة " لم ترد في القرأن قط
2) أليس من المشهور أن في السياسة الخداع و الكذب و النفاق ، و الإسلام بعيد كل
البعد عن هذه الصفات المذمومة
3) أليس من الإشكال ادخال السياسة الإسلامية في المجتمعات التعديدية التي تحتوي
على أديان متعددة ؟
4) أليس الدين عموما ركز أكثر في الجوانب الروحية ، و السياسة تعطل الجوانب
الروحية لما فيها من كذب و نفاق و فتنة ؟
5) ألا يكفينا المشهد الواقعي عن فشل الإسلاميين في ممارسة السياسة ؟
6) اليست السياسة من الأمور الدنياوية ، و الرسول – صلى الله عليه و سلم – قال
عنها (( أنتم أعلم بأمور دنياكم ))
***
و كماهو معروف ، أن
العلاقة بين الدين و السياسة علاقة قديمة ، عرفتها المجتمهات الإنسانية في جميع
مراحل تطورها . و الناس على قسمين ، قسم يرى ضرورة الفصل بين الدين و السياسة ، و
الأخر على عكس ذلك . و كل واحد منهما يحاول مناصرة مذهبه و رفع رايته . فأي راية
أيها المشاهدون ترضى و أي راية تختار ، و أنا اخوكم محي الدين صالح الدين إلى
اللقاء ...
الملاحظة : هذا بعض
الأمثلة في برنامج الحوار
* مقدمة لرئيس الجلسة
في برنمج الحوار لمركز كواكب الفصحاب تاريخ 11 أكتوبر 2013 م بالقاهرة
No comments:
Post a Comment